سارة النحاس تكتب: الهوية الوطنية المصرية أساس الاستقرار والانتماء الاجتماعي - بوابة المساء الاخباري

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نرصد اليكم عبر موقعكم "بوابة المساء الاخباري " تفاصيل

الهوية الوطنية المصرية تُعتبر حجر الزاوية في بناء المجتمع المصري والحفاظ على تماسكه عبر العصور، وتتجلى هذه الهوية في شعور المصريين بالانتماء والولاء لوطنهم، وتجعل من الفرد جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، ما يُعزز دوره الفاعل في نهضة وتقدم البلاد لتحقيق التنمية المستدامة والمسير نحو تحقيق أهداف الدولة، والهوية الوطنية تجعل المواطن مدركًا للشئون والتحديات الصعبة التي تواجه الدولة، وتحثه على إيجاد حلول لحماية مقدرات البلاد وأمنها القومي، إذ أن هذا الانتماء لا يقتصر على المشاعر وترديد الشعارات فقط، بل يتجسد في المشارك ة السياسية والالتزام بالدستور، بهدف تحقيق الصالح العام واستقرار الدولة.

الدولة بدورها تعزز هذا الارتباط من خلال بناء بيئة عادلة تحترم الحريات الفردية، وتعمل على تهيئة الأجواء للأمن والأمان، وتقوم على التعليم كركيزة أساسية لتنشئة الأجيال القادمة، فالدولة المصرية في السنوات الأخيرة تولي اهتماما كبيرا بملف التعليم والبحث العلمي من خلال إعادة هيكلة المناهج التعليمية وإيجاد حلول فعالة وقوية لمشكلات زيادة الكثافة الطلابية ونقص أعداد المدرسين، والاهتمام أكثر بملف التعليم والتوجه نحو تعلم البرمجة بما يواكب متطلبات العصر ويهدف لخدمة الوطن، وذلك بالتوازي مع برامج تنموية تهدف إلى غرس قيم الانتماء والشراكة المجتمعية، فالوطن للجميع دون استثناء، والمشاركة في النقاشات الوطنية وصياغة الاستراتيجيات العامة واجب وطني، يعزز من المسؤولية الجماعية لتحقيق أمن واستقرار البلاد.

من ناحية أخرى، تلعب الهوية الرقمية دورًا متزايدًا في حياة الأجيال الجديدة، حيث تمثل التكنولوجيا غزوًا للشعوب والأجيال الصاعدة لما لها من تأثير كبير على العقول، حيث يُحاول أن يستغلها البعض لتتفوق على الهوية الوطنية، ما يشكل تهديدًا على الأصالة والانتماء، يقضي الفرد وقتًا طويلًا في العوالم الافتراضية التي تقدم ثقافات مستوردة تُغري البعض بالتخلي عن هويتهم الأصلية، وهذا التأثير الممنهج يساهم في إضعاف القيم الوطنية ويعزز من ثقافة الفردية التي تتجاهل المصالح العامة.

في هذا السياق، تلعب الأسرة دورًا محوريًا في غرس القيم الوطنية، من خلال تعزيز الولاء والانتماء للوطن، وتربية الأبناء على حب الوطن والتضحية من أجله، إذ تعتبر الأسرة أساس التنشئة والفكر الذي يربو عليه الطفل في مراحله الأولى، كما يجب على المؤسسات التربوية والتعليمية أن تتضافر جهودها مع بقية المؤسسات المجتمعية لتعزيز هذه الهوية، وذلك من خلال تناول القضايا المعاصرة والمتغيرات العالمية بالدراسة والتحليل، وتوجيه الشباب نحو القيم النبيلة التي تشكل دعامة الهوية الوطنية.

الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية يتطلب وعيًا جماعيًا وجهودًا متواصلة لتربية الأجيال القادمة على قيم الانتماء، مع تعزيز القدرة على التكيف وفهم الثقافات الأخرى دون التخلي عن القيم الوطنية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق