"الجارديان": تكاليف الرعاية الصحية تتصدر اهتمامات الناخبين الأمريكيين .. بوابة الفجر سبورت

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سلطت صحيفة "الجارديان" الضوء على التراجع الكبير للنظام الصحي فى الولايات المتحدة، والذى جاء فى المرتبة الأخيرة ضمن مقارنة دولية شملت عشر دول، وفقًا لتقرير صادر عن "صندوق الكومنولث".

وأكد التقرير على ضعف أداء النظام الصحى الأمريكى رغم التكاليف الباهظة التى يدفعها المواطنون، حيث يُنفق الأمريكيون نحو ضعف ما تدفعه الدول الأخرى فى مجال الرعاية الصحية. ورغم هذه النفقات، يعانى النظام الصحى الأمريكى من مشكلات كبيرة تتعلق بالعدالة فى توفير الرعاية، وسهولة الوصول إلى الخدمات الصحية، والنتائج الصحية النهائية.

وأشارت "الجارديان" إلى أن التقرير يعكس فجوة كبيرة بين ما يُنفق على الرعاية الصحية فى الولايات المتحدة وما يحصل عليه المواطنون من خدمات.

فعلى الرغم من أن الأمريكيين يدفعون ما يقرب من ٤.٥ تريليون دولار سنويًا، أى ما يعادل ١٣ ألف دولار للفرد، إلا أن النظام الصحى ما زال يعانى من مشكلات بنيوية تجعل الولايات المتحدة تتراجع فى المؤشرات الصحية مقارنة بدول أخرى مثل كندا، فرنسا، ألمانيا، وهولندا.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور جوزيف بيتانكورت، رئيس صندوق الكومنولث، قوله: "أرى بشكل يومى الخسائر البشرية التى تسببها هذه العيوب".

وأوضح بيتانكورت أن كثيرًا من المرضى فى الولايات المتحدة لا يستطيعون تحمل تكاليف أدويتهم الأساسية، بينما يعانى كبار السن من أوضاع صحية متدهورة عند وصولهم إلى المستشفيات لأنهم عاشوا سنوات دون تأمين صحى مناسب.

وأضاف: "لقد حان الوقت لبناء نظام صحى يوفر رعاية عالية الجودة وبأسعار معقولة لجميع الأمريكيين، فالوضع الحالى لا يمكن أن يستمر".

الانتخابات والرعاية الصحية

أوضحت "الجارديان" أن ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية يعدّ قضية ذات أهمية كبرى فى الانتخابات الأمريكية المقبلة. 

ورغم الأعباء الاقتصادية الكبيرة التى يتحملها المواطنون نتيجة النظام الصحي، فإن التضخم والاقتصاد يظلان على رأس اهتمامات الناخبين. 

ولم يقم أى من المرشحين البارزين، كامالا هاريس من الحزب الديمقراطى أو دونالد ترامب من الحزب الجمهوري، بتقديم إصلاحات كبيرة فى مجال الرعاية الصحية.

وأضافت الصحيفة أن المرشح الديمقراطى كامالا هاريس قد أعاد صياغة مسألة الرعاية الصحية لتصبح قضية اقتصادية، مشددًا على ضرورة تخفيف الديون الطبية. 

وأشارت "الجارديان" إلى أن هاريس يستند إلى بعض نجاحات إدارة بايدن فى هذا المجال، مثل المفاوضات حول أسعار أدوية الرعاية الطبية، التى ساعدت فى تخفيف الأعباء المالية عن المواطنين. 

أما المرشح الجمهورى دونالد ترامب، فقد قال إنه يمتلك "خطة مفاهيمية" لتحسين النظام الصحي، لكنه لم يقدم تفاصيل واضحة حتى الآن. 

وأشارت الصحيفة إلى أن أجندة الحزب الجمهوري، كما تمثلها "مشروع ٢٠٢٥"، تركز على تقليص البنية التحتية العلمية والصحية العامة.

وبحسب استطلاعات الرأى التى استعرضتها "الجارديان"، فإن الناخبين الأمريكيين يعتبرون تكاليف الرعاية الصحية من أبرز القضايا التى تشغلهم.

فقد أظهرت استطلاعات الرأى التى أجرتها مؤسسة كايزر فاميلى أن ٤٢٪ من الديمقراطيين و٤٥٪ من الجمهوريين يعتبرون تكلفة الأدوية، الأطباء، والتأمين هى القضية الأولى التى تشغلهم.

وتطرقت "الجارديان" إلى تفاصيل تقرير "صندوق الكومنولث" الذى حمل عنوان "المرآة، المرآة"، وهو تقرير يصدر بشكل دورى ويقارن بين النظام الصحى الأمريكى ونظم تسع دول غنية أخرى، من بينها: أستراليا، كندا، فرنسا، ألمانيا، نيوزيلندا، المملكة المتحدة، السويد، وسويسرا. ووصف التقرير النظام الصحى الأمريكى بأنه "نظام فاشل".

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تحتل مراكز متأخرة فى أربعة من المجالات الخمسة التى يتناولها التقرير، وهي: سهولة الوصول إلى الرعاية الصحية، العدالة فى توفير الرعاية، الكفاءة الإدارية، والنتائج الصحية.

وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة جاءت فى مرتبة أفضل فقط فى مجال "عملية الرعاية"، الذى يشمل قضايا مثل التوفيق بين الأدوية. ومع ذلك، تظل الولايات المتحدة فى معظم المجالات "فى فئة خاصة بها"، حيث تأتى أدنى بكثير من أقرب الدول المنافسة.

وأشار ريجينالد دى ويليامز الثاني، نائب رئيس صندوق الكومنولث، فى حديثه للصحيفة، إلى أن الفقر والتشرد والجوع والتمييز وتعاطى المخدرات كلها عوامل تؤثر على النظام الصحى الأمريكى بشكل كبير.

وأوضح أن معظم الدول المماثلة تغطى احتياجات أساسية أكبر لمواطنيها مقارنة بالولايات المتحدة. وقال ويليامز: "عدد كبير جدًا من الأفراد فى الولايات المتحدة يعانون من عدم المساواة، ولا ينبغى أن يكون الوضع على هذا النحو".

توصيات للتغيير

أشارت "الجارديان" إلى أن التوصيات الواردة فى تقرير "صندوق الكومنولث" لتحسين النظام الصحى الأمريكى تشمل توسيع نطاق التغطية التأمينية، تقليل النفقات التى يتحملها المرضى بأنفسهم، وتحسين الكفاءة الإدارية عبر تقليص التعقيد فى خطط التأمين. كما دعا التقرير إلى بناء نظام رعاية أولية وصحية عامة قوي، والاستثمار فى الرفاه الاجتماعى لمعالجة عدم المساواة.

وختم الدكتور ديفيد بلومنثال، الرئيس السابق لصندوق الكومنولث وأحد مؤلفى التقرير، حديثه قائلًا: "لا أتوقع أن نتمكن من إعادة صياغة العقد الاجتماعى دفعة واحدة، لكن الناخبين الأمريكيين يتخذون خيارات حول الاتجاه الذى يجب أن يسيروا فيه، وهذه قضية ستكون ذات أهمية بالغة فى الانتخابات المقبلة".
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق