اتكلم عربى .. كيف خدم عميد الأدب العربى طه حسين لغة الضاد؟ - المساء الاخباري

اليوم السابع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اللغة العربية.. أحد أبرز اللغات العالمية، يتكلمها يوميًا ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة، فهى ركن من أركان التنوع الثقافي، فلغتنا العربية يسر لا عسر، ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، ولنا أن نضيف إليها ما نحتاج إليه في العصر الحديث، كما قال عنها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، والذى قضى حياته لخدمة لغة الضاد، وهو ما نستعرضه عبر السطور المقبلة.

المفكر الكبير الدكتور طه حسين علما من أعلام التنوير والحركة الأدبية الحديثة، امتلك بصيرة نافذة وإن حرم البصر، وقاد مشروعًا فكريًا شاملا، استحق به لقب "عميد الأدب العربي"، وظهر ظهر عليه منذ نعومة أظافره َقَدَ بصره في الرابعة من عمره إثر إصابته بالرمد، لكن ذلك لم يثن والده عن إلحاقه بكتاب القرية، حيث فاجأ الصغير شيخه محمد جاد الرب بذاكرة حافظة وذكاء متوقد، مكناه من تعلم اللغة العربية والحساب والقرآن الكريم في فترة وجيزة.

وكان الدكتور طه حسين من أشد المقدسين للغة العربية وقد تحدث عن لغة الضاد فى العديد من مؤلفاته ففى كتاب  المثير للجدل "في الشعر الجاهلى"، قال عميد الأدب العربى فى الكتاب: اللغة العربية لغة مقدسة لأنها لغة القرآن الكريم والدين. ولأنها مقدسة فهى لا تخضع للبحث العلمى الصحيح الذى قد يستلزم النقد والتكذيب والإنكار والشك على أقل تقدير. أما طه حسين فيريد أن يكون تدريس اللغة العربية وآدابها شأن العلوم التى ظفرت بحريتها من قبل. فدراسة الأدب العربى اليوم تقتصر على مدح أهل السنة وذم المعتزلة والشيعة والخوارج والكفار. وليس فى ذلك شأن ولا منفعة ولا غاية علمية بالنسبة لأدب اللغة العربية. فالأدب العربى شيء والتبشير بالإسلام شيء آخر. فمثلاً إذا أمرت السلطة السياسية الكتاب والمؤرخين أن تكون كتاباتهم ودراساتهم مقصورة على تأييد السلطة السياسية، أليس الكتاب جميعاً- إن كانوا خليقين بهذا الاسم- يؤثرون أن يبيعوا الفول والكراث على أن يكونوا أدوات فى أيدى الساسة، ويفسدون بهم العلم والأخلاق.

وكذلك دعا طه حسين إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، كما دعا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب، هذا بالإضافة لأهمية إعداد المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية، والأدب ليكونوا على قدر كبير من التمكن والثقافة.

وعندما عين الدكتور طه حسين عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية منذ سنة 1940م، ثم انتخابه نائبًا لرئيس المجمع سنة 1960م، وهو أول من شغل هذا المنصب، لينتخب بعد ذلك رئيسًا للمجمع سنة 1963م خلفًا للأستاذ أحمد لطفي السيد، وظل في هذا المنصب إلى أن لاقى ربه في سنة 1973م، وهو يحرص على حماية اللغة العربية وآدابها.

وكانت من مقترحاته التى تقدم بها تيسير الكتابة على الجمهور، وإنشاء جائزة لمن يقدم أحسن مشروع في تيسير الكتابة، إلى جانب دعوته إلى مؤتمر عالمي كبير لدراسة مشاكل اللغة، بالإضافة إلى عدد كبير من مؤلفاته التى ساهمت فى الدفاع والحفاظ على لغتنا العربية مثل "حديث الأربعاء" و"فى الشعر الجاهلى"، "ومستقبل الثقافة فى مصر".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق