نقل معبد أبو سمبل.. أمريكا حاولت شراءه وأديب فرنسي ألهم ثروت عكاشة لإنقاذه - المساء الاخباري

اليوم السابع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تمر اليوم الذكرى الـ56 على الانتهاء من نقل معبد أبو سمبل على خلفية بناء مشروع السد العالي، وذلك في يوم 22 سبتمبر عام 1968م، حيث تم الانتهاء من أعمال نقل معبد أبو سمبل الذى بناه الملك رمسيس الثانى عام 1250 قبل الميلاد، الذى يعتبر من أهم المواقع الأثرية لارتباطه بظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني مرتين في السنة؛ توافق الأولى ذكرى يوم ميلاده الموافق 22 أكتوبر والثانية يوم 22 فبراير ذكرى يوم تتويجه، والذي يتميز بتصميم معماري فريد؛ حيث نحت واجهته في الصخر، وزينت بأربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني يصل طول الواحد منها إلى حوالي 20م وتمثالين لزوجته نفرتاري، ويلي الواجهة ممر يؤدي إلى داخل المعبد الذي نحت في الصخر بعمق 48م وزينت جدرانه بنقوش تسجل انتصارات الملك وفتوحاته، ومنها معركة قادش التي انتصر فيها على الحيثيين، بالإضافة إلى النقوش الدينية.

وذكر ثروت عكاشة وزير ثقافة مصر الأسبق، خلال مذكراته التى صدرت عن دار الشروق تحت عنوان "مذكراتى فى السياسة والثقافة"، بداية علاقته بملف آثار النوبة، وذلك عقب توليه مهام وزارة الثقافة والإرشاد القومى فى نوفمبر عام 1958، وفجر الوزير الأسبق مفاجأة، حيث كشف عن طلب الولايات المتحدة الأمريكية شراء معبد أبو سمبل حيث يقول: "زارنى السفير الأمريكى فى القاهرة يصطحبه مستر روديمر مدير متحف المتروبوليتان بنيويورك الذى بادرنى قائلا "جئت أشترى واحدا أو اثنين من معابد النوبة المحكوم عليها بالغرق بعد بناء السد العالى"، وتابع "وقد أثارتنى هذه الرغبة المفاجئة وضقت بأن يدور فى خلد أحد أن يكون تراث أسلافنا مما يباع ويشترى" فرددت عليه معاتبا "إنه لجدير بمتحف المتروبوليتان أن يبادر بالعون العلمى لإنقاذ هذا التراث الإنسانى بدلا من التفكير فى شرائه".

وكشف "عكاشة" عن الكتاب الذى ألهمه ضرورة الحفاظ على آثار النوبة، حيث اصطحب معه خلال تلك الجولة كتاب وصفه بالشائق للأديب الفرنسى الشهير بيبرلوتى تحت عنوان "موت فيله" والذى ناشد فيه الأديب الفرنسى المثقفين المصريين بأن يهبوا للذود عن تراثهم متخذا من جزيرة فيله لؤلؤة مصر وإحدى عجائب الدنيا رمزا لموت مصر القديمة، وذلك حين وجد نفسه – بيبرلوتى – فى قاربه وسط بحيرة يحتضنها خزان أسوان والجبال الشاهقة كأنها مدرجات رهيبة تحاصر البحيرة، وتبرز من جزيرة فيله الغريقة قمتها التى يتربع عليها معبد إيزيس والجوسق الرخامى الذى بأن له كأنه مرفأ حزين".

وهنا قال "عكاشة"، :"أخذت أقلب الفكر وأعمل الذهن فى أعقاب هذه الرحلة، وزادنى التفكير تصميما على ضرورة الوصول إلى حل، مستعرضا الوسائل المتاحة بينما العقبات تترى فى وجه كل اقتراح وتحول بشدة وعنف بينى وبين الهدف الكبير الذى بدا واضحا ساطعاً، وهو حتمية إنقاذ التراث المهدد بالغرق"، وهو الحلم الذلا تحقق بالفعل بعد حملة قادها عكاشة نفسها بمشاركة اليونسكو وبمباركة من الزعيم المصرى الراحل جمال عبد الناصر الذى أولى هذه الموضوع اهتماما خاصا، حتى افتتح المعبد رسميا بعد نقله فى 22 سبتمبر عام 1968.

نحت معبد أبوسمبل بهضبة مرتفعة من الحجر الرملي على بعد ٤ كم جنوب من موقعهما الحالي الذي نقلا إليه في حملة إنقاذ آثار النوبة بعد إنشاء السد العالي عام 1960م، و كان من الضروري نقل المعابد لتجنب تعرضها للغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر، و خزان المياه الاصطناعي الضخم بعد بناء السد العالي في أسوان على نهر النيل، تم تقسيم الموقع كله إلى كتل كبيرة تصل إلى 30 طنا وفي المتوسط 20 طنا، وتم تفكيكها وأعيد تركيبها في الموقع الجديد على ارتفاع 65م و200م أعلى من مستوى النهر، ويعتبر هذا العمل واحدا من أعظم الأعمال في الهندسة الأثرية، وتكلفت هذه العملية 40 مليون دولار من عام 1964 إلى عام 1968 .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق