محمد غالب يكتب: كامل العدد - بوابة المساء الاخباري

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نرصد اليكم عبر موقعكم "بوابة المساء الاخباري " تفاصيل

جاء من بورسعيد إلى القاهرة، شابا موهوبا متحديا.. كان لديه صوت جميل وحلم مشروع وطاقة استمرت معه لأكثر من 40 عاما.. يغنى عمرو دياب فينشر البهجة والسعادة.. تتعاقب الأجيال، ويتجدد هو، يطور موسيقاه وطلته، ويدرس الجمهور جيدا وتغييراته وأفكاره ليحافظ على مشروعه الغنائي المهم والمستمر. لذلك عندما يوجد مطرب أسطورة لا يتكرر مثل الهضبة في مدينة ساحرة لا مثيل لها كالعلمين، تستضيفه هو وجمهوره في حفل ضخم.. لا أتعجب من أن تكون حفلته كامل العدد في ليلة مميزة من ليالى العلمين في موسمه الثاني.. يتحرك «عمرو» على المسرح بخفة، ويغني ببهجة وكأنه ما زال شابا ثلاثينيا شغوفا مليئا بالطاقة، وجمهوره من جميع الأعمار يغني معه القديم والحديث. ومع مشاهدة الحفل ووسط تألقه.. تذكرت أحد لقاءاته في بداية مشواره، معافرته ومحاولاته للتجديد والتحدي.. ليثبت أن نجاحه لم يأت مصادفة أبداً. ولكنه جاء بعد إصرار وتخطيط تم تنفيذه بذكاء.

في لقاء قديم لعمرو دياب مع الإعلامي مفيد فوزي، قال عمرو: «أنا أتمنى أن أنا أبقى موضة ومابقاش موضة لأن أنا في اعتقادي لما أعمل موضة في العالم العربي وفي مصر.. يبقى أنا بأثر وليا وجود وكيان.. بس كون الموضة دي تنتهي يعني تنطفي على طول يبقى ماليش أي لازمة». وبالفعل لم تنطفئ موضة الهضبة، وامتد تأثيره على الأجيال المختلفة، وأصبح له كيان ومشروع ضخم يفتقده الكثير من المبدعين حتى لو توافرت لديهم الموهبة.

مشوار لم يكن سهلاً أبداً، رحلة انطلقت من بورسعيد إلى القاهرة، درس بالمعهد العالي للموسيقى العربية، وفي بداية الثمانينات قام بغناء «الزمن» وألبوم يا طريق، وانطلق بعدها بألبومات مميزة ترك خلالها بصماته الواضحة.. يصدح بصوته ويغنى معه الناس، تتعاقب الأجيال وتمر السنوات، ولا ننسى أبداً البهجة التى صنعتها أغنية «ميال»، والنجاح الكبير لأغنية «شوقنا». ومن المشاهد التي لا تنسى في مشوار عمرو دياب، حينما كان يجري بحيويته وهو يغني في الاستاد أغنية «بالحب اتجمعنا»، في افتتاح دورة الألعاب الأفريقية عام 1990.

في التسعينات، كان أيقونة نجاح متفردة، يفرض حالة من الانتظار والترقب لا تتكرر قبل إصدار ألبومه، مكسب لباعة شرائط الكاسيت، جمهوره يشترى الألبوم حين صدوره.. لا يقبل التأجيل. صوته يصدح من داخل السيارات. وكأنها تتراقص ببهجة على الطريق، غنى الناس معه «حبيبى، ويا عمرنا، ويلومونى، وراجعين، ونور العين، وعودونى، وقمرين»، أغانٍ عاشت وتعيش حتى وقتنا الحالى. وفي عام 1999 قام عمرو دياب بغناء «أنا مهما كبرت صغير» بكلماتها المؤثرة وصوته المؤثر.

وكانت الألفينات مرحلة أخرى مهمة في مشوار الهضبة، النجاح فيها كان ساحقا، بداية من ألبوم «تملى معاك» الذي أعتبره واحدا من أهم الألبومات الغنائية على الإطلاق، كان شديد الاختلاف في كل أغانيه حتى في طلته، لدرجة أن البلوفر الذى ارتداه أصبح موضة غير عادية وقتها وارتداه آلاف الشباب في الشارع العربي. ثم غنى «أكتر واحد، علم قلبى، كمل كلامك، الليلة دى، وياه»، وفي عام 2010٠ راهن على إصدار مينى ألبوم «أصلها بتفرق».. والذي لاقى نجاحا كبيرا رغم أنه يضم أغنية واحدة بتوزيعات مختلفة.

واستمر عمرو دياب في النجاح حتى وقتنا الحالي، يقف على قمة الغناء، قد نختلف معه في بعض إطلالاته، اختياراته أو مواقفه، ولكن لا خلاف على أنه أنجح مطرب عربى والأكثر استمرارية وقبولاً، وكل ذلك نتيجة الاجتهاد والتعب والتخطيط والذكاء، وهو ما قاله أيضاً في حواره مع مفيد فوزي: «أنا واحد من الناس باشتغل ودرست وماباخدهاش من ضربة حظ.. وباخدها بالبهدلة لحد لما باوصل وباتعب وباشوف ده صح وده غلط لحد ما بعمل كيان وعملت جمهور والجمهور ابتدى يتقبل».. وما زال الجمهور يتقبل يا هضبة. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق